الشابة ميرا جلال ثابات، التي لم تتجاوز العشرين عامًا، كانت الأمل الوحيد لأهلها في قرية المخطبية بتلكلخ. لكنها اختفت بشكل غامض داخل معهد إعداد المدرسين في حي الدبلان في مدينة حمص.
في 27 من أبريل 2025، تم الاتصال من قبل مديرة الشؤون في المعهد، التي أصرّت على أن تحضر ميرا إلى المعهد في اليوم التالي لتقديم امتحانها، وذلك تجنبًا لفصلها. كان ذلك في وقتٍ عصيب على عائلتها، ولكن ميرا قررت الذهاب، برفقة والدها، الذي انتظرها في الخارج، بينما هي دخلت لتتقدم للامتحان. إلا أنها لم تخرج أبداً، ومنذ ذلك الحين، اختفت آثارها.
الرسائل التي وردت من أسرتها تشير إلى حالة من القلق والاضطراب، فاختفاء ميرا كان بداية لمأساة كبيرة.
وفي وقت لاحق، أصبح من الواضح أن ميرا قد تعرضت لعملية اختطاف قاسية، حيث تم سلب إرادتها وتحويلها إلى ملك يمين الأمير أو زوجته بالإكراه، وهي جريمة لا تميز بين الضحايا، فكل شيء كان يتم بالقوة والتهديد.

ميرا لم تكن ضحية فقد فقط، بل تعرضت للسب والتهديد مرتين، وقتلت ألف مرة في قلوب كل من يعرف قصتها. ميرا كانت قهرًا ونوعًا من الهزيمة الكبرى التي أذلت وعذبت كل من شاهد هذا المصير الذي كان بإمكانه أن يطال أي شخص آخر في تلك الظروف المأساوية.

ماذا تبقى من كرامة عندما يتعرض الشاب لشبه أسوأ أنواع الاغتصاب الاجتماعي؟ لا يمكن أن يوجد قهر أكبر من هذا. ميرا، التي كانت ضحية للكثير، لا تزال حية في قلوبنا بدماء دمعتها على طريق المعاناة التي لا تُغتفر.
وهنا نوجه أصابع اللوم إلى كل من يدعم الجولاني وأتباعه الذين يتسترون تحت غطاء الدفاع عن المظلومين. هذه هي الحقيقة القاسية التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها.
No responses yet